Post Page Advertisement [Top]


الملخّص :

الشاي الأخضر مشروب صحي جداً، ولا شكّ أنّ له تأثيراً إيجابيّاً في خسارة الوزن و حرق الدهون، إلّا أنّ هذا التأثير معتدلٌ بل متواضع إذا لم يرفق بالتمارين الرياضية و بنظامٍ غذائي صحّي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذا المشروب أن يحمل معه فوائد أخرى، أهمها الوقاية من أمراض الجهاز العصبي و الأمراض القلبية الوعائية و مرض السكري، و تنشيط الدماغ و تقليل خطر الإصابة بالسرطان. يجدر بالذكر أنّ هذه الفوائد تتطلب المزيد من الدراسات و الأبحاث العلمية حولها من أجل إثباتها.

المقال كاملاً :

أولاً- نظرة عامة عن الشاي:

الشاي أحد أكثر المشروبات انتشاراً في العالم و أقدمها، حيث عُرف منذ الحضارة الصينية القديمة كمشروب أو منقوع، أو كاستخدامات لأغراض طبية. يتم تحضير مشروب الشاي بأنواعه المختلفة من أوراق أحد الأشجار من فصيلة (الكاميليات) وتطبق خطوات متشابهة لكل نوع تختلف فيها مدة التحضير و كمية المعالجة التي تتعرض لها. حيث يتم تبخير الأوراق (تعريضها للبخار) ثمّ يتم تخميرها كما في الشاي الأسود، أو يتم تجاوز مرحلة التخمير كما في الشاي الأخضر، وهذا ما يجعل الشاي الأخضر أفضل أنواع الشاي نتيجةً لقلّة معالجتها (الأوراق)، مما يحفظ معظم محتواها من مواد مفيدة للجسم، و أهمها:
- مضادات الأكسدة
- الكافيين
- الفيتامينات: C - B2 - B9 - E
- الفلورين
- المعادن: بوتاسيوم - كالسيوم - فوسفور - مغنيزيوم - منغنيز
- أحماض أمينية
هذه المواد تجعل للشاي الأخضر فوائد عديدة منها:
- المساعدة في خسارة الوزن و حرق الدهون
- تنشيط الفعاليات الدماغية و الحماية من الأمراض العصبية
- الحماية من الأمراض القلبية الوعائية
- التقليل من خطر الإصابة ببعض انواع السرطان


ثانياً- دور الشاي الأخضر في خسارة الوزن وحرق الدهون:

تتفق الدراسات على وجود دور إيجابي للشاي الأخضر في خسارة الوزن. إنّ العملية التي يحول فيها جسمنا الأطعمة و المشروبات التي نتناولها و الدهون المخزونة في جسمنا إلى طاقة تسمى بالاستقلاب. يحوي مشروب الشاي الأخضر على الكافيين و مضادات الأكسدة ( من نمط الكاتشينات catechins بصورة خاصة)، تسهم هذه المواد في زيادة معدل الاستقلاب و تحقيق استقلاب أكثر كفاءة، حيث تزيد هذه المواد من إخراج الدهون من مخازنها في الجسم و إيصالها إلى الدم، بالإضافة إلى تحويلها إلى طاقة جاهزة للاستخدام (أي ما يعني حرقها) و زيادة إدخالها إلى الخلايا. يحتاج جسمنا أن يستهلك (يحرق) عدداً من السعرات الحرارية حتى يحافظ على استقلابٍ سويّ، يتم حرق هذه السعرات يوميّاً بغض النظر عن النشاط الرياضي، أي حتى في حالات الخمول و قلّة التمرين و أثناء النوم، هذا ما يسمى بمعدل الاستقلاب الأساسي. نلاحظ ازدياد هذا المعدل لدى الأفراد الذين يتناولون الشاي الأخضر بشكل يومي حيث يتم حرق حوالي 100 سعرة حرارية إضافية لديهم يومياً، و هذا الرقم متواضع جدّاً، لذا تختلف الدراسات حول الأهمية العملية لتناول الشاي الأخضر كأسلوب متّبع بهدف خسارة الوزن، خاصة إذا لم يرفق بطرق أخرى كالتمارين الرياضية و تنظيم المدخول اليومي من السعرات وهنا قد يبرز دور الشاي الأخضر كمشروب مساعد لعملية خسارة الوزن، ففي هذه الحالة يسهم شرب الشاي الأخضر في استهداف الدهون الموجودة في منطقة البطن و حرقها، عوضاً عن الدهون الواقعة تحت الجلد، تكمن أهمية هذا الأمر في الضرر الناتج عن الدهون في البطن بشكل خاص، حيث تمّ ربط وجود كميات كبيرة منها بالإصابة بأمراض خطيرة كمرض السكري من النمط 2، و أمراض القلب. و نحصل على هذه التأثيرات المرجوّة كخسارة الوزن عند تناول كمية 2-5 أكواب يومية من الشاي الأخضر (حتى 1200مل/اليوم) من الشاي الأخضر.

ثالثاً- دور الشاي الأخضر في تنشيط الفعاليات الدماغية والحماية من الأمراض العصبية:

إنّ معظم خلايا الجهاز العصبي المركزي لا تتكاثر، ولا تتجدّد بعد موتها. تسهم مضادات الأكسدة التي نجدها في الشاي الأخضر في حماية الخلايا العصبية، و هذا يفسر نتائج الدراسات التي أشارت إلى تأثيرات الشاي الأخضر الإيجابية فيما يتعلق بالأمراض العصبية التنكسية كمرض الزهايمر و مرض باركنسون. إذ يمكن أن تقل فرص الإصابة بهذه الأمراض مع التقدم بالعمر لدى الأفراد الذين يتناولون الشاي الأخضر بشكل يومي. إلى جانب مضادات الأكسدة، يحوي مشروب الشاي الأخضر على الكافيين، و برغم أنّ كمية الكافيين في الشاي الأخضر أقل من القهوة، إلّا أنّه يحوي جرعة كافية لجلب التأثيرات نفسها، فالكافيين منبه قوي، و يسهم في تحسين المزاج، ردات الفعل، اليقظة، الذاكرة، الانتباه، مهارات التفكير و الإدراك. مادة الكافيين ليست الوحيدة المنشطة للدماغ في الشاي الأخضر، نظراً لغنى هذا المشروب بالفيتامينات و الأحماض الأمينية، والتي أهمّها الحمض الأميني (ثيانين). يزيد الثيانين من تفعيل أحد النواقل العصبية المسمى (GABA)، و يزيد من إنتاج الدوبامين، مما يعطي تأثيرات إيجابية على المزاج، و يقلل من الاكتئاب و القلق. تظهر الدراسات أن الكافيين و الثيانين يعملان معاً بشكل متآزر لتنشيط و تحسين فعاليات الدماغ المختلفة.

رابعاً- دور الشاي الأخضر في الحماية من الأمراض القلبية الوعائية:

الأمراض القلبية الوعائية، و خاصة الجلطات، هي السبب الأول للوفيات حول العالم. تشير الدراسات إلى أن مضادات الأكسدة في الشاي الأخضر تسهم في خفض الكولسترول الكلي في الجسم، وخاصة الكولسترول الضار (البروتين الشحمي منخفض الكثافة LDL) و تقليل الضرر الذي يصيب الأوعية في حالات ارتفاع كولسترول الدم و الوقاية من انسدادها، مما يقلّل خطر الإصابة بالجلطات. كما يمكن لمشروب الشاي الأخضر أن يلعب دوراً في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم.

خامساً- دور الشاي الأخضر في خفض خطر الإصابة ببعض انواع السرطان:

ينتج السرطان عن نمو الخلايا و تكاثرها بشكل سريع و خارج عن السيطرة، فهو أحد أشيع أسباب الوفيات حول العالم. بعض المواد التي تنتج بشكل طبيعي في أجسامنا و التي تسمى الجذور الحرة (أو المؤكسدات) قد تؤدي لالتهابات و أضرار مزمنة على مستوى أعضاء الجسم كافة، مما قد يقود في نهاية المطاف إلى تطور أحد أنواع السرطان. تشير الأبحاث إلى انخفاض نسب الإصابة ببعض أنواع السرطانات لدى الأفراد الذين يتناولون الشاي الأخضر بشكل يومي، نظراً لاحتواء هذا المشروب على مضادات الأكسدة ( و بشكل خاص الكاتشينات catechins) التي تحمي من خطر الجذور الحرة و تقلل كمياتها في جسمنا، و من الجدير بالذكر أنّه في الدول الأكثر استهلاكاً للشاي الأخضر نلاحظ انخفاضاً نسبيّاً لدى الأفراد في الميل أو الاستعداد للإصابة بالسرطان. تقترح الدراسات أنّ الشاي الأخضر كمشروب يسهم في الوقاية من سرطان: الثدي - البروستات - الكولون و المستقيم - الجلد - الرحم - المبيض.

سادساً- فوائد أخرى للشاي الأخضر:

بالإضافة إلى ما تمّ ذكره، يعتقد أن للشاي الأخضر فوائد عديدة منها:
-المساهمة في التخفيف من التهابات الجلد و حب الشباب.
- الوقاية من مرض السكري من النمط 2.
- حماية الأسنان من التسوس و التخفيف من رائحة النفس الكريهة.
- التخفيف من حدة الآلام المرافقة للدورة الشهرية.
- الوقاية من التهابات السبيل البولي.
- التخفيف من الصداع.

وبرغم تعدّد هذه الفوائد إلا أنه لم يتم إثباتها حتى الآن، مما يتطلب المزيد من الدراسات و الأبحاث العلمية حولها.


المصادر :


إعداد المقال :

تم كتابة هذا المقال من قبل:

تم تدقيق هذا المقال علمياً من قبل:

تم تدقيق هذا المقال لغويّاً من قبل:

تم تنسيق هذا المقال من قبل:

Bottom Ad [Post Page]

إخلاء مسؤولية الرعاية الصحية:
إن المحتوى الطبي الذي يوفره هذا الموقع هدفه تعليمي توعوي فقط وعليه لا يتحمل موقع Antimythotic أي مسؤولية قانونية أو أخلاقية عن أي استشارة طبية أو مسار علاجي أو تشخيص أو أي معلومات أو خدمات أخرى تحصل عليها من خلال هذا الموقع، فليس الغرض من المعلومات المقدمة أن تحل محل الاستشارة الطبية التي يقدمها الأطباء، ولن يكون Antimythotic مسؤولاً عن أي أضرار مباشرة أو غير مباشرة أو تبعية ناجمة عن الأخذ بالمعلومات الموفّرة من قبلنا على أنها استشارة طبية، ونؤكّد على ضرورة مراجعة كافة المعلومات المتعلقة بأي حالة طبية أو علاج مع طبيبك المختص إذ لا يجب أبداً تجاهل الاستشارة الطبية المتخصصة أو تأجيل الحصول على العلاج الطبي بسبب شيء قرأته أو وصلت إليه من خلال هذا الموقع.

جميع الحقوق محفوظة Antimythotic©
تصميم | Layth Aldayeh